البحث
العلمي علمٌ واسع فيه عدّة مصطلحات ومعرفة هذه المصطلحات قد يزيل بعض
الغموض في بعض جوانبه، وبسب خلط بعض الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمين
في بعض مصطلحات هذا الفن أو العلم الرائع، رأيتُ ذكر أهم هذه المصطلحات هنا
أمرٌ في غاية الأهمية، وسأختصر بذكر ما يزيل الغموض عليها فقط حتى يفهم
القارئ المبتدأ منه والمتقدم وبالله التوفيق، علمًا بأن المقال مختصر
ومقتبس من كتابي: "أنت أيضًا يمكنك أن تكتب بحثًا"
"البحث العلمي"
(بَحَثَ)
ومعناه اللغوي هو : "تتبع ، سأل ، تحرى ، تقصى ، حاول ، طلب " وبهذا يكون
معنى البحث هو : طلب وتقصي حقيقة من الحقائق أو أمر من الأمور ، وهو يتطلب
التنقيب والتفكير والتأمل ؛ وصولاً إلى شيء يريد الباحث الوصول إليه.
وأما العلمي : فهي كلمة منسوبة إلى العلم، والعلم(Science): يعني المعرفة والدراية وإدراك الحقائق.
أما
العلم في منهجه فهو :"المعرفة المنسقة التي تنشأ من الملاحظة والتجريب ،
وأما في غايته فهو الذي يتم بهدف تحديد طبيعة وأصول الظواهر التي تخضع
للملاحظة والدراسة ؛ فهدفه صوغ القوانين، لأنه ليس بحثًا يجد في طلب
الحقيقة العظمى النهائية ؛ وإنما هو فقط أسلوب في التحليل يسمح للعالم
بالوصول إلى قضايا مصاغة صوغاً دقيقاً ".
وعبارة
البحث العلمي مصطلح مترجم عن اللغة الإنجليزية “Scientific Researc”،
فالبحث العلمي يعتمد على الطريقة العلمية، والطريقة العلمية تعتمد على
الأساليب المنظمة الموضوعة في الملاحظة وتسجيل المعلومات ووصف الأحداث
وتكوين الفرضيات، وله عدّة تعريفات أهم هذه التعريفات:
1-
البحث العلمي هو" عملية فكرية منظمة يقوم بها شخص يسمى (الباحث) من أجل
تقصي الحقائق في شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى (موضوع البحث) باتباع طريقة
علمية منظمة تسمى (منهج البحث)؛ بغية الوصول إلى حلول ملائمة للعلاج أو
إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المماثلة تسمى (نتائج البحث)"..
2-
بأنه "التقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية
بقصد التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة معلومات جديدة لها".
3-
إن البحث العلمي هو حزمة من الطرائق والخطوات المنظمة والمتكاملة تستخدم
في تحليل وفحص معلومات قديمة؛ بهدف التوصل إلى نتائج جديدة، وهذه الطرائق
تختلف باختلاف أهداف البحث العلمي ووظائفه وخصائصه وأساليبه.
"البحث والدراسة"
يخلط
بعض الطلاب و الباحثين بين مصطلحي "البحث والدراسة"، ولو أننا رجعنا إلى
معجم لغوي لوجدنا أن معنى بحث الشيء هو طلبه والتفتيش عنه والتعرف على
حقيقته والسؤال والاستقصاء عنه، وبذل الجهد في موضوع ما، فالبحث يكون ثمرة
جهد ونتيجة له؛ فالبحث: كل عمل علمي يظهر فيه جهد الاستقصاء والتفتيش في
جمع المادة التي يتطلبها ثم تحليلها وتفسيرها هو بحث.
أما
الدراسة فتعني قراءة الكتب وحفظها وفهمها، يدرس الموضوع ثم يكتب فيه
المتخصص كتابًا أو مقالا، يشرح فيه العناصر ويوضحها فإن كتابة أو مقالته
هذه تعد دراسة وليس، بمعنى أن ثمرة الدراسة تعود بالفائدة على الدارس ذاته،
فتثري ذهنه بالمعارف والمعلومات، فإن البحث لا يفيد منه الباحث فقط بل
العلم والمجتمع
"المصدر والمرجع"
بعض
العلماء لا يفرق بين المصدر والمرجع، ويعدهما مترادفين، فسواء أكان الكتاب
مصدرًا متوفرًا على هذه المعرفة بعينها أم يرجع إليه في اكتساب شيء منها،
وأكثر العلماء يفرق بينهما.
فالمصدر
معناه اللغوي: هو الخروج عن الماء، كما تدل على أعلى مقدمًا كل شيء وأوله،
مثل صدر الإنسان، وصدر الفرس، أمّا المرجع: فهو العودة إلى الشيء.
وبهذا نحسُ أنّ معنى كلمة الصّدر أقوى من كلمة الرجوع، فالأولى تعني الخروج عن الشيء، والثانية تعني الرجوع إليه.
كما يمكن التمييز بينهما على أساس أن الأول أخص من الثاني.
الخلاصة!!
المصدر
ذلك الكتاب أو المجلة أو المخطوط أو النقش أو الوثيقة أو المقابلة الشخصية
التي تشمل على مادة أولية مباشرة بموضوع البحث؛ أي هي التي تكون بمثابة
المنبع الذي يستقي من الشارب، أمّا المرجع فهو كل كتاب أو مجلة أو غيرها
استمد مادته من مصادر سابقة.
"أدوات البحث أو وسائل البحث العلمي"
أخي
أدوات البحث هي الوسائل التي يعتمد عليها الدارس في جمع المادة اللازمة
لموضوع دراسته، وقد حدد الباحثون ثلاثة أداوت للبحث العلمي، وقد تحدث عنها
الباحثين بالتفصيل في كتبهم، وهي (الاستبيان، المقابلة، الملاحظة)، فهي
ليست مصادر أو مراجع في الأصل.
"منهج البحث"
أخي
الباحث مما لا شك فيه بأنّه لا يخلو من بحث إلا وسلكه باحثه منهج أو أسلوب
معين في كتابته، والمنهج هي الطريقة المؤدية إلى الكشف عن الحقيقة بواسطة
القواعد العقلية حتى تصل نتيجة معلومة، وقد تحدث الباحثين في كتبهم عن
العديد من تلك المناهج، منها: (المنهج التاريخي، المنهج الوصفي، المنهج
التجريبي، المنهج التحليلي، المنهج الاستقرائي وغيرها).
الجمعة نوفمبر 30, 2018 4:02 pm
عدد مساهماتي
الموقع
