وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً

وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً

إن خطر الذنوب والمعاصي يكمن في كونها مبعدة من الله تعالى ، ومن رحمته قال تعالى : {أَوَلَمْ
يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ
نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ
لاَ يَسْمَعُونَ }الأعراف100

ولذنوب والمعاصي أثر النفس قال تعالى : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124
كما للذنوب والمعاصي أثر على المال قال )) إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه ))
ولها أثر على الأهل والأبناء والذرية قال تعالى : {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ
لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6
وللذنوب والمعاصي أثر على الدعاء وقد ذكر صلي الله عليه وسلم من حديث ابي
هريرة عنه قال:" الرجل يطيل السفر اشعث اغبر ، يمد يده الي السماء ، يارب
يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فاني
يستجاب له
فهذا الرجل جمع بين ثلاثة من أسباب إجابة الدعاء
السفر – ثلاث دعوات مستجابة – ذكر منها دعوة المسافر
رفع اليدين إلى السماء – يستحيي الله أن يرد يدي عبده صفراً
الإلحاح في الدعاء
ولكن
لم
يستجاب له والسبب المعصية فكان مطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ،
وغذي بالحرام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاني يستجاب له
فالمعصية صارت مانع من موانع إجابة الدعاء
فحرم من إجابة الدعاء بسبب ألمال الحرام
بل يمتد أثر الذنوب والمعاصي إلى الكون قال تعالى : {ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41
علي رضي الله عنه : ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة

قال مجاهد : إن البهائم تلعن العصاة من بني آدم إذا اشتدت السنة وأمُسك المطر، تقول هذا بشئوم معصية ابن آدم 0

في المقابل العمل الصالح له أثر على النفس
وله أثر على المال والرزق قال تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) الأعراف : 96

وله
أثر على الدعاء جاء الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى
النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله أريد أن أكون مستجاب الدعوة
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أطب مطعمك تجب دعوتك)
بل يمتد أثر العمل الصالح حتى بعد الموت ولنتأمل معنا هذه الآية العظيمة من سورة الكهف قوله تعالى (( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ))
حفظ الله عز وجل الكنز للغلامين والسبب كان أبوهما صالحا فصلاح الأب امتد إلى بعد موته ليشمل ذريته بعد موته
بل الكون كله يتفاعل مع العمل الصالح وصاحبة حتى الحيتان في جوف البحر
تستغفر لمعلم الناس الخير والملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع

شكرا لمرورك العطر على صفحتى
بوركتى