القلاع الإسلامية .. صروح شامخة على أرض الأردن تتحدى الزمن

القلاع الإسلامية .. صروح شامخة على أرض الأردن تتحدى الزمن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تزخر باديتنا الشرقية والمناطق الجبلية الوسطى بالآثار التاريخية ومعالم الحضارات السالفة.. حيث اتخذت الآثار والقصور الحصينة والقلاع والأبراج معالم مضمخة بروائح التاريخ.

وعلى تراب مملكتنا الحبيبة يوجد عديد القلاع التي بنيت على مر العصور لتكون موطن أمن وأمان للدفاع عن البلاد..

فهناك قلعة الأزرق التي تعود إلى عهد الرومان والعرب، وقلعة الربض طراز الفن المعماري عند المسلمين العرب. وقلعة الكرك وقلعة الشوبك، وتعودان إلى فترة الحروب الصليبية، وتقعان في مناطق جبلية وعرة وفيهما الأروقة وأبراج والاستحكامات التي تدل على طراز الفنون الحربية في القرون الوسطى.

وفي هذا السياق نعرج لنتعرف على مجموعة من القلاع الشهيرة في الأردن:



قلعة عجلون



وتسمى ايضاً قلعة الربض، تقع على قمة «جبل عوف» الواقع في الجنوب الغربي من عجلون، وترتفع 1023 مترا عن سطح البحر.

بناها الأمير عز الدين أسامة بن منقذ، أحد قادة صلاح الدين الأيوبي العام 580 هـ - 1184م، وتشرف على المعابر الرئيسه، واهمها: وادي كفرنجة ووادي راجب ووادي الريان. ويعتبر موقعها استراتيجيا لأنها تسيطر على طرق المواصلات بين سورية وجنوب الأردن.

وكان الهدف من بناء قلعة عجلون رصد تحركات الصليبيين من حصن كوكب الهواء واستغلال مناجم الحديد في جبال عجلون التي تسمى مغارة وردة. وإبقاء الطرق التجارية مع دمشق وشمال سوريا.

القلعة مبنية على شكل شبه مربع، وفيه أربعة أبراج، كل برج يتكون من طابقين. بعد معركة حطين أضيف برجان يقعان إلى يمين مدخل القلعة. والقلعة مبنية على جبل شامخ تطل على فلسطين والبحر الميت ويمكن رؤية اجمل صورة لجبال عجلون عند الوقوف على أحد الأبراح الشرقية للقلعة .



قلعة الحسا

تعد القلعة من المحطات المهمة الواقعة على طريق البر الشامي، واعتبرت محطة استراحة للتجار والمسافرين والحجيج حيث وجد فيها أماكن للنوم والطعام والراحة، إلى جانب وجود مستودعات للبضاعة واصطبلات للخيول ومكان للتزود بالماء من خلال بئر يتوسطها .

تقع قلعة الحسا إلى الشمال من مدينة الطفيلة ب(70) كم على الجانب الأيمن من الطريق الصحراوي باتجاه العقبة، وإلى الغرب من سكة حديد الحجاز بستة كيلو مترات من بلدة الحسا البلدة الصحراوية.

وللقلعة تاريخ إسلامي بدأ أيام المماليك فقد شيدوا الكثير من القلاع والحصون والحاميات على الثغور، وهناك نص تاريخي لابن طولون ذكر فيه أن نائب دمشق كان يستقبل الحجيج الذاهبين إلى مكة بالمؤن والماء ومساعدتهم من طوارئ الطريق لما كان الأعراب يشكونه من مصدر خطورة على المسافرين، وقد ذكر أن النائب أقام بالحسا حتى وصول وفد الحجيج.

أما في العهد العثماني فلم يتعد دوره بالنسبة للقلعة على ترميمها وصيانتها وتزويد القلعة بالجند لحماية الحجاج من الأعراب.

وفي الطابق الثاني يوجد مسجد بسيط صغير المساحة.

قلعة الشوبك



تقع قلعة الشوبك على ارتفاع 1330م عن سطح البحر ويعتقد بأن المنطقة سكنت في الفترة الادومية ثم اعيد ترميمها في الفترة النبطية, ويبدو انها استخدمت كدير صغير للرهبان حتى اعاد بناءها الامير الصليبي بلدوين الاول حاكم الرها، ومن ثم ملك القدس وذلك في عام 1115 م، وقصد من وراء هذه القلعة قطع الاتصال البري بين المصريين والسوريين بعد ان قطع الاتصال البحري باستيلائه على الساحل السوري اضافة لرغبته الزحف جنوبا والاستيلاء على تجارة البحر الاحمر, وقد اطلق على هذه القلعة اسم (مونتريال – Montreal).

تضم القلعة تسعة ابراج منها الدائري والمستطيل والمربع, تزينها الكتابات والزخارف من الخارج ومدخلها الرئيسي في الشرق, أما أهم معالمها فهي :

الإيوان.. وهو قاعة كبيرة مستطيلة الشكل 13×6 م في الجهة الشمالية الشرقية، وتتألف هذه القاعة من ثلاثة أروقة منتظمة .

البئر.. تقع في الجهة الجنوبية الغربية وفيها ممر لولبي ينزل لها عبر 365 درجة منحوتة في الصخر وفي قاعها عين ماء للتزويد اثناء الحصار .

تحتوي القلعة على كنيستين مبنيتين بالنظام البازلكي واحدة في الجهة الجنوبية الشرقية ولها مدخلان رئيسي وجانبي, عرض صحنها 12م بطول 25.6م، ارضيتها مبلطة بالحجارة في جنوبها أحواض ماء للتعميد, أما الكنيسة الثانية فهي في الجزء الشمالي الغربي من القلعة وابعادها 18.35×13.8م .

المعصرة ومنطقة الحمام وممر طبيعي يهبط للداخل بعمق 178 درجة تحت مستوى سطح الكنيسة الجنوبي وينتهي بقاعة كبيرة.

دخلت القلعة تحت الحكم الايوبي بعد تحريرها على يد السلطان صلاح الدين العام 1189 م، وعثر على بعض النقوش التي تعود لهذه الفترة، ثم دخلت تحت النفوذ المملوكي العام 1253م, تم تجديد بعض اجزائها في فترة المماليك أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر للميلاد, وفي العام 1562م أصبحت تابعة للحكم العثماني .

قلعة الكرك



يعود تاريخ إنشائها إلى عصر المؤابيين (860ق. م). وقد استخدمها الأنباط بدليل وجود تماثيل نبطية منقوشة في الأسس الأولى بالقلعة. وظلت في العصر البيزنطي درعًا واقيًا للأردن حيث أشارت إليها خريطة مادبا الفسيفسائية بين مجموعة قلاع هذه المنطقة. وفي الفتوحات الإسلامية طرقتها جيوش المسلمين بقيادة أبي عبيده عامر بن الجراح فاستسلمت له.

وعندما أقام الصليبيون مملكة بيت المقدس اللاتينية سنة (492هـ 1099م) احتلوا منطقة جنوب الأردن في العامين (509 و 510هـ 1115 و1116م) وأسسوا بارونية الكرك والشوبك. وفي العام(537هـ 1142م) استولى الصليبيون على حصن الكرك وزادوا عليها حتى أصبحت مركزًا لبارونية الكرك والشوبك، ومن أهم قلاع الصليبين في بلاد الشام. ولعبت دورًا مهمًا في فترة الصراع الصليبي الإسلامي في بلادنا وأحكمت هي وقلعة الشوبك سيطرتهما على كل المسالك والدروب في منطقة شرق الأردن، كما تحكمت في حركة التجارة وقوافلها القادمة من مصر والجزيرة العربية والبحر الأحمر إلى بلاد الشام والعراق. وقد حررها صلاح الدين الأيوبي العام (584هـ 1188م).

وفي القلعة ممرات سرية تحت الأرض تقود إلى قاعات محصنة، أما أبراج القلعة فإنها تمنح الناظر من خلالها مشهدا طبيعيا خلابا للمنطقة المحيطة.



قلعة الأزرق



أن الناظر إلى واحة الأزرق وما تحتويه من مياه عذبة وأشجار مختلفة وآلتي انتشرت بها الحيوانات المختلفة الأنواع بالإضافة إلى وقوع هذه الواحة عند بوابة وادي السرحان يفترض جدليا انه لا بد من وجود حاميات أو قلاع أو قصور فيها ووجود قلعة الأزرق ذات الحجارة البازلتية يدل على أهمية هذه الواحة.

هذه القلعة ببنائها الجميل والمتماسك لهذه الفترة يعطي انطباعا عن متانة وقوة البناء . إن وجود هذه القلعة ذات الأصول الرومانية يدل على ما كنا قد تحدثنا عنه بقيام بعض القصور الإسلامية على أثار سابقة لها ويدل على ذلك ما وجد من حجارة ميلية رومانية التاريخ والتي ترجع إلى القرن الثاني الميلادي إلا أن القلعة في بنائها الحالي لا شك بأنها إسلامية ويدل على ذلك ما كتب فوق البوابة الرئيسية لها حيث يعود إلى سنة 1237 خلال حكم القائد الأيوبي عز الدين ايبك الذي أعاد بنائها. تتخذ القلعة شكلا مستطيلا حيث يبلغ أبعادها 80 م طولا و 72 م عرضا وتتكون في الأصل من ثلاثة طوابق .



قلعة العقبة



قلعة مملوكية بناها السلطان قانصوه الغوري على انقاض القلعة القديمة واسماها (خان العقبة)، واصلح طرقها وحفر بها بئرا كبيرا وانشأ لها مرفأ بحريا. وجُدد بناءها في عهد السلطان العثماني مراد بن سليم العام 1578.

وتروي الكتب أنه بعد أن دمر الصليبيون ايله وطردهم منها صلاح الدين الأيوبي عادوا إليها ليجدوا الظاهر بيبرس لهم بالمرصاد. فاخرجهم منها وبنى فيها قلعة ذات برج دائري ووضع عليه شعاره وهو عبارة عن أسدين متقابلين. وفي العصر المملوكي كانت قلعة العقبة محطة للحجاج والتجار ومقصورة ملكية للملوك والأمراء المماليك ينزلون فيها أثناء طريقهم إلى الحج، وفيها نزلت الملكة شجرة الدر، ومنها انطلق الظاهر بيبرس للحجاز.

وقد لحق بعض جدارنها واسوارها اضرار جراء قصف قوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى. وفي العام 1917م سقطت بيد قوات الثورة العربية الكبرى.

بنيت على شكل مربع غير منتظم الأضلاع، ويحيط بمدخلها برجان، أجرت دائرة الآثار العامة أعمال الصيانة والترميم للجدران والغرف والاسوار لتأهيلها سياحياً واستغلت جزءا من قاعتها متحفا لآثار محافظة العقبة .



قلعة مكاور



تقع على مسافة تقل عن أربعين كيلو متراً من مأدبا وعلى مسافة واحد وستين كيلو متراً من عمان.‏ ‏ ويمكن أن نرى بقايا هذه القلعة على قمة أحد التلال الذي يبلغ ارتفاعه سبعمائة متر. وقام ببناء هذه القلعة الملك هيرود.

وتعود شهرة هذه القلعة إلى الاعتقاد بكونها المكان الذي سجن فيه النبي يحيى عليه السلام -يوحنا المعمدان- وقطع هيرودوس رأسه. وتم تدمير أجزاء كثيرة من هذه القلعة على أيدي الرومان.‏ ‏

وفي مكاور يشاهد الزائر منظراً بالغ حدود الروعة، إذ ينبسط أمام ناظريه البحر الميت والجبال المحيطة بالقدس.

القلعة اليوم غير موجوده ولكن بقايا القلعة وأسوارها وأبراجها وقنواتها وأعمدتها وضخامة حجارتها على قمة التله يدل على عظمة المكان، وعثر فيه على أقدم قطعة فسيفسائية في الأردن يعود تاريخها إلى أواخر القرن الأول قبل الميلاد.

قلعة السلط

وتقع في مدينة السلط وتعود الى العصر الأيوبي، ودمرت هذه القلعة ولم يبق منها الا جزء يسير .



قلعة القطرانة

وتقع على الطريق بين عمان والعقبة في بلدة القطرانة ويعود تاريخها الى العهد التركي .