نفحات ايمانيه...مابقي من ايام وليال...

بسم الله الرحمن الرحيم


اضرب في كل باب بسهم وتعرض لنفحات الله ...


الحمد
لله القائل{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى
لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}والصلاة والسلام
على القائل "إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة وغُلقت أبواب النار وصُفدت
الشياطين" وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد
:-


من المعلوم شرعاً أن شهر رمضان هو سيد الشهور وهو أفضلها
على الإطلاق وهو الشهر الذي شرفه الله فأنزل فيه القرآن قال الله
تعالى{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}هذا الشهر
العظيم اجتهد فيه النبي r أيما اجتهاد "كان النبي r جواداً كريماً وأجود ما
يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام فيدارسه القرآن واجتهد فيه
السلف رضوان الله عليهم ومن بعدهم وكان السلف يدعون الله ستة اشهر أن
يبلغهم رمضان ويدعونه الست الأخرى بالقبول وكانوا يدعون عند قدوم الشهر
بطلب العون والمدد من الله" فهذا يحيى ابن أبي كثير يدعو حضرة شهر رمضان :
(اللهم سلمني لرمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلاً) أفلا يسعنا ما
وسعهم من البذل والاجتهاد ؟ يقول الله تعالى {وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} ويقول جل جلاله {وَسَارِعُواْ
إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ
وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} وأعجبُ "وعجبي لا ينقضي" فمن يروم
الفردوس الأعلى ولم يقدم ويجتهد ويعمل لها "لا ريب أن فضل الله أوسع ولكنا
طولبنا بالعمل" والجنة ليست درجة واحدة وإنما درجات كل بعمله وما قدم بعد
رحمة الله ... وسأذكر بعض العبادات والطاعات من باب قول الله تعالى :
{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} ؤ احسب أنها من الزاد الحسن
والعمل الطيب المبارك إذا قُرن ذلك بالإخلاص لله تعالى بأن لا تُريدْ إلا
وجه الله سبحانه تعالى .


1. إخلاص النية لله سبحانه وتعالى .
يقول النبي r : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"
أي: من صامه مصدقاً بأنه فرضٌ عليه طالباً للأجر لا يقصد بذلك إلا وجه الله
غُفر له ما تقدم من ذنبه .. وما عُبد الله بعمل أحب إليه من الإخلاص فما
كان في قليل إلا كثّره وعظّمه وما نُزع من كثير إلا قلّله وحقّره يقول الله
تعالى : {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً
صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} ويقول الله في
الحديث القدسي "من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" ويقول عليه
الصلاة والسلام : "إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً ..." وعدم إخلاص العمل
كاملاً لله يُحيل العمل من عمل صالح إلى عمل خبيث ولا يُتقرب إلى الله
بخبيث.

2. التبكير للصلاة حتى يتكمن من إدراك الصفوف الأولى . يقول
النبي r : "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن
يستهموا عليه لاستهموا" يقول سعيد بن المسيب : (ما دخل علي وقت صلاة إلا
وقد أخذت اُهبتها وما دخل علي قضاء فرض إلا وأنا إليه مُشتاق).
3. الصدقة كل يوم ولو "بريال" وكلما زدت زادك الله من فضله ... يقول النبي r : "إن الصدقة لتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"
4.
بر الوالدين . فحاجة الوالدين إليك في رمضان تكون أكثر من غيره وهذه فرصة
للتقدم خطوات بل أميال إلى الجنة والنبي r قال : "ففيهما فجاهد" بمعنى في
طاعة الوالدين والتعامل معهم ابذل كل جهد واستفرغ كل طاقة ووسع .
5. العمرة في رمضان وحث الأهل على ذلك وخاصة الوالدين . ولا يخفى الأجر العظيم في ذلك .
6. شارك كل يوم في تفطير الصائمين ولك مثلُ أجر الصائم .
7. الصلاة على الجنائز واتباعها حسب تيسر ذلك فالصلاة قيراط والدفن قيراطان .
8. قراءة القرآن والإكثار منه وتدبُر معانيه .

وهنا يردُ السؤال أيهما أفضل القراءة المجردة أم قراءة التدبر ؟


الأفضل أن تُسرع في القراءة وتتدبر وإن شق عليك فاجعل لك وقت تتدبر فيه


ولو صفحة كل يوم والباقي قراءة ... وهو فرصة لضبط القرآن .

9. الإكثار من ذكر الله المطلق . "في ذهابك المسجد ورجوعك منه أو قضاء حوائج الأهل أو ...." والأفضل أن تقرأ القرآن في هذه الأحوال.
10.
الرباط في المسجد والمكوث فيه . وفيه تكفير الذنوب وما يزال العبد في صلاة
ما انتظر الصلاة والملائكة تدعو لك اللهم اغفر له اللهم ارحمه وفيه تعلق
القلب بالمسجد وهو أحب البقاع إلى الله وفيه الاشتغال بذلك والبدار لأمر
الله واقرب ما تكون النفس للخير إذا كانت في المسجد .
11. للصائم دعوة
مستجابة ورمضان شهر الرحمات والعطايا والهبات وفي كل يوم عتقاء فتدعو وأنت
خاشعٌ مفتقرٌ ذليلٌ لله معترفٌ بفضله وتقصيرك في جنبه مجتهداً صادقاً في
دعائك فيكتبك الله مع العتقاء فتفوز فوزاً عظيماً ... أسأل الله أن يُمن
علينا بذلك.
12. حفظ اللسان عن كل ما يغضب الله ورمضان فرصة على تعويد اللسان على ألا يخرج منه إلا الذكر أو ما يعين على الطاعة .
13.
صلة الأرحام وهذا بابٌ قد أُوصد على كثير من الناس فلا يبالي بها ولربما
هجرها سنين ولم يفكر يوماً أن يُرضي ربه بوصلها والموفق السعيد من تعاهدها
ووصلها وإن قطعته .
14. إصلاح ذات البين لأن في رمضان تكون النفوس اقرب
ما تكون إلى الله وأبعد ما تكون من الشيطان فيسهل مع ذلك الإصلاح يقول الله
تعالى :{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ
بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ
ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}
15.
المحافظة على السنة يقول بعض السلف : (إن استطعت أن ألا تعمل عملاً إلا
بسنة فافعل) وخاصة إحياء ما أًميت منها فرمضان فرصة لبثها والعمل بها .
16. السنن الرواتب وصلاة الضحى وأربعٌ قبل الظهر وأربعٌ بعدها وأربعٌ قبل العصر .. اجتهد في تحصيلها .
17. أذكار الصباح والمساء .
18. قيام الليل وعدم الاكتفاء بصلاة التراويح فقط . وقد ورد عن النبي r أنه كان يصلي بعد الوتر ركعتين .
19. احرص على القيام في الثلث الأخير . فالله سبحانه ينزل يقول "هل من داعٍ فاستجيب له هل من مستغفرٍ فاغفر له"

يقول بعض العلماء أفضل شيء في الثلث الأخير أن يُفعل هو الصلاة


لأنها تجمع بين قراءة القرآن والدعاء والاستغفار .

20. زيارة المريض وتتأكد إن كان قريباً .
21.
شهر رمضان فرصة عظيمة في الإعانة على ترك المنكرات التي تلبست بها قبله
... سواءً كانت حادثةً أم من سنين وفرصة على التعود على كريم الأخلاق ..
سواءً باللسان أو اليد أو الرجل أو العين أو الأذن أو التعامل مع الناس.
22.
ركز على إصلاح قلبك فإن صَلُحَ , صَلُحَ الجسد كله ومن وسائل إصلاح القلب
ما ذكرناه من الأعمال الصالحة وبخاصة ما يتعلق بالفرض وهذا في الفعل أما
الترك فباجتناب الكبائر يقول الله تعالى : {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ
مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} .
23.
الاعتكاف فهو سنة بالإجماع للرجال والنساء "اعتكف النبي r واعتكف أزواجه من
بعده" وفي الاعتكاف تحصيل ليلة القدر يقول الله تعالى : {لَيْلَةُ
الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } أي: من ثلاثة وثمانين سنة وأربعة
أشهر ولا ريب أن المعتكف يُحصلُ ذلك إن قبله الله عز وجل .
24. الحرص
على مجالس العلم وحلقات الذكر ومنها أن الله يذكرك إن ذكرته في الناس وفيها
الملائكة حاضرة تحفك بأجنحتها وتغشاك الرحمة وتُنزلُ عليك السكينة وفيها
"قوموا مغفورا لكم" .

( تنبيه )


· دأب الصالحين سؤال الله سبحانه وتعالى القبول والخوف من الرد


يقول علي رضي الله عنه : (لو اعلم أن الله تقبل مني عملا واحدا لاتكلت


لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ})


واقرب ما يكون العمل من القبول إذا روعي فيه :


* الإخلاص لله سبحانه وتعالى .


* المتابعة للنبي r .


وكان بعض السلف يقول في صبيحة يوم العيد :


(من هو الفائز فنهنأه ومن هو الخاسر فنعزيه "والفائز هو: المقبول")


· خفاء الأعمال الصالحة عن الأنظار علامة على صدق العبد وإخلاصه .


يقول أحد السلف : (إن استطعت أن يكون لك خبيئة من عمل صالح فافعل) .





أسأل الله العظيم أن يعيننا على القيام والصيام وصالح الأعمال وأن يتقبل منا إنه جواد كريم


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]