طاعة الوالدين

يقول الله تعالى : ]] وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ
أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي
وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[[

قال تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلاإياه وبالوالدين أحساناً* إما يبلغنا
عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا
كريماً* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هذه الآيات الكريمة يحثنا الله سبحانه وتعالى بل يأمرنا فيها على طاعة
الوالدين فطاعة الوالدين مقرونه بطاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله
بشرط ان لاتكون الطاعة تأمر على معصية الله ورسولة او الشرك بالله كما
يقول تعالى في كتابه الكريم (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي
مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي
الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [لقمان:15((
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد والحاكم.
لذلك يجب ان نبر بوالدينا ونطيعهما ونبذل قصارى جهدنا في خدمتهما
وارضائهما ولنعلم جميعا انه مهما قدمنا ومهما بذلنا فإننا لن نوفيهما
حقهما . ولا لنا فضل ولا جميل في ذلك . فالوالد هو من تعب عليّ وعلمني
وكساني ويسعى دائماً الى الكد والعمل لاجل الصرف عليّ وغير ذلك من الامور
التي تبناها منذ ولادتي وحتى كبري وايضاً الام فهي من حملني في بطنها تسعة
اشهر عانت خلالها من الآلام والامراض والاوجاع وهي من ارضعتني وربتني
وسهرت الليالي من اجلي وهي من غمرتني بحنانها في صغري وفي كبري . وواجب
علينا ان ندعوا لوالدينا دائما وبالاخص بعد كل صلاة ويجب علينا ام نبر
بوالدينا ايضا بعد الممات وذلك بتقديم الصدقات بنيتهما والحج لهما وطاعة
الوالدين والبر بهما في حياتهما افضل بكثير من الطاعة والبر بعد الممات .
وطاعة الوالدين والبر بهما افضل من الجهاد في سبيل الله كما قال الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم عندما اقبل عليه رجل : (( فقال: أبايعك على
الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم : فهل من
والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم : (فتبتغي
الأجر من الله؟) . فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: ( فارجع إلى
والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما )) رواه مسلم .
لابد ان يعرف ابنائنا ان طاعة الوالدين احد ابواب الجنه بل اوسط ابواب
الجنه (( فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الوالد اوسط ابواب
الجنه فإن شئت فأضع هذا الباب او احفظه )) رواه الترمذي .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((
رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد (( رواه الترمذي وصححه
ابن حبان.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لنبتعد عن عقوق الوالدين لانه من الكبائر ويجب علينا ان نحترم والدينا في
كل مقام ومكان ولا يترفع الابن على والديه ويتكبر عليهما لسبب من الأسباب،
كأن يكثر ماله، أو يرتفع مستواه التعليمي أو الاجتماعي ونحو ذلك. ولا
يدعهما من غير معيلٍ لهما، فيدعهما يتكففان الناس ويسألانهم. ولا يقدم
غيرهما عليهما، كأن يقدم صديقه أو زوجته أو حتى نفسه. فربما لو غضبت
الزوجة لأصبح طوال يومين حزيناً كئيباً لا يفرح بابتسامة، ولا يسّر بخبر،
وربما لو غضب عليه والداه، ولا كأن شيئاً قد حصل. ولا يناديهما باسمهما
مجرداً إذا أشعر ذلك بالتنقص لهما وعدم احترامهما وتوقيرهما. ولا يتجاهل
فضل والديه عليه، ويتشاغل عما يجب عليه نحوهما.
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" بابانِ مُعجَّلان عُقوبتهُما في الدنيا: البغي، والعقوق".

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ولنعلم جميعا ان كل مانفعله مع والدينا يعاملنا به ابنائنا في كبرنا واليكم هذه القصة المعبرة :
ذُكر أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى
أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد
ليذبحن أباه، فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه
الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان.

الوالدين فضلهما علينا كبير وطاعتهما علينا واجبة امرنا بها رب العالمين .
هناك الكثير من الآيات الكريمة ومن الاحاديث النبوية تأمرنا بذلك فلنكون
بارين مطيعين لوالدينا .